الكديس.

– محمد المرتضى حامد-

أخي وصديقي رفيق الزمن السمح خالد قيلي، أرسل لي المنشور أدناه حول الكلمات التي دخلت قاموس الدارجة السودانية وجميعها تركية الأصل، وتمنيت لو عرفت اسم الكاتب الأصل حتى لا نبخسه حقه الأدبي.

من أطرف المفردات كانت كلمة (كديس) و (أونطجي) و (لعبنجي) وغيرها، لكنني ما ظننت أن (التُكُل) كلمة تركية الأصل فقط لأنه يذكرني بودنوباوي وتُكُل (حبوبتي) آمنه بت إدريس، لها الجنة، فقد كانت سيدة ممعنة في دنقلاويتها متطرفة في أنصاريتها (بيعه وعقيده) على حد تعبيرها، إشتراكية توزع دوريا كل مافي المخزن المجاور للتكل على الجميع، حتى ليجري في حقها ما قال مظفر النواب في وترياته الليلية (لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك وسَمّوك شيوعيا)، ولو كانت بيننا اليوم لنسبها العواطل إلى ق ح ت by default ولا ضير ..

على ذِكر (كديس) هذه، والتي قرأت أنها نوبية الأصل أيضا وتعني القطة، ويناديها البعض (سنورة) وعند بعضهن هي (سنيورة) كصاحبتها، بموحب المادة ١٧ من قانون الدلال والغرام عيوني، فبعض البنات، لرقتهن المزعومة 😁، مغرمات بالكدايس، أما الرجال فلا تجمعهم بالكدايس سوى الكدّارات بل بعضهم كال للكديس الهجاء شعرا كما ورد في قصيدة أحدهم مخاطبا كديسا سته سلندر:

تدخل برج الحمام مُتئدا ً… وتبلُغ الفرخَ غير مُتئدِ
وتطرح الريش في الطريق لهم … وتبلع اللحم بلع مُزدرِد

على أية حال نالت كدايس سواكن وبورتسودان في أساطير السودانيين شهرة خاصة لا ينافسها فيها سوى كديس الاسبتاليه ذاك البديع في تلَفُّتِه المتَنفش حين تلقاه، وفي الميثولوجيا السودانية نُسب لتلك الكدايس اتصالها بالجن أو أنها هي الجن ذاتو في بعض تمظهراته، وقيل إن الجن قد يأتيك في صور متعددة، ككديسه سوداء مثلا أو ككلب تركواز وربما تمساح فوشي أو كائن بلحية بصلية عامل فيها فكي، أو صحفي يحتمل كل ألوان الطيف ولا يشبع أيا كان سعر الصرف، وقد يتبدى الجن في شكل قونه purple لونا.

المهم كدايس بورتسودان زمان دار حولها لغط كبير، ورغم أني زرت ذلك الثغر كثيرا أيام جماله وسعدت بكرم أهله الأصائل لكنني لم ألتق أية كديسه هناك وكنت من المؤمنين بأن سالفة الكدايس الشمهرور turbo مجرد خرافة، لكن بعد اندلاع الحرب بين حبايب الأمس ممن فضوا الإعتصام، سمعت أن قطط الجن الظريفة الخفيفه إياها تنحّت و (فرتقت) زمااان أو (شتّتت) بلغة شباب اليومين ديل وهاجر بعضها مع ثلة من القطط السمان وبقيت الكدايس درجه تالته في المطاعم، نوع البتهبشك رافعة يدها اليمين طالبة حِتة سمكه يا قطعة لحم، لله يا محسنين على أن يتم التسليم تحت التربيزه.
فإلى الرسالة كما وصلتني، دون تدخل مني:

(حكم الاتراك العثمانيون السودان طوال63 سنة ما بين 1821 حتي 1885 و من خلال هذه الفترة الطويلة اختلطت الكلمات التركية مع لهجتنا السودانية العامية وبقيت بعضها يتداول في الحديث حتي الان ..

* اغلب الكلمات التركية اللي كانت متداولة كانت في العسكرية :-

قائد: حكمدار
عميد: قمندان
رائد : صاغ
نقيب: يوزباشي
مساعد: صول
رقيب: امباشي
كبير الضباط: بيكباشي
جندي: نفر
ضابط شرطة او عقيد: مأمور: memuru

السنجك: – دائماً المصطلح دا بيطلقوه على الشوايقة من السلاجقة و هي الطبقة الحاكمة اللي حكمت تركيا ومصر و الشام

شرطي او جندي : عسكر: askèr
خزن الذخيرة: جبخانة.
مخزن السلاح: سلحدار
معسكر أو مكان معيشة الجيش: إشلاق: قشلاق guślak.
جيش صغير : أورطة: Ordu
صف جنود: طابور : tabur
قيد: كلباش: kalbaş .
حزام: قاش
جزمة: بوط أو بوت
قاعدة البندقية: دبشق أو دبشك
حربة: سونكي: şonki

*بالنسبة لي كلمة “مكان” بالتركية “خانة
وكلمة خانة دايما بتجي بعد الكلمة علشان تدل على المكان
صيدلية : اجزخانة: ecza khan
مستتوصف: شفاخانة
– مسلخ: سلخانة .
حمام: ادبخانة
الزريبة او بيت الماشية: عربخانة
كرخانة: keŕhane

*كمان في بعض الكلمات التركية اللي بتنتهي ب (جي) دايماً توصف حال الكلمة اللي قبلها
مكوجي – قهوجي – مخزنجي – عربجي – لعبنجي – سكرجي – خضرجي – تعلمجي- شوربجي- قومسيونجي -سفرجي- مدفعجي – كبداجي – تمرجي – بلطجي،
أوانطجي: وهو الشخص النصّاب و المحتال، وجاية من كلمة: أوانطة : avanta:
و هي تعني الكسب غير الحلال ..

*كمان في مصطلحات بتنتهي بي كلمة (دار)
و هي بتعني مكان او بيت الكلمة اللي بتجي قبلها، مثل:-
سلحدار – خازندار – دوادار – حكمدار – سردار -دفتردار – بيرقدار – علمدار

*كمان المصطلحات اللي بنستخدمها في الصحة و العلاج :-
المستشفى: استبالية
– الطبيب: حكيمباشي
الممرض: تمرجي
– قومسيون: كشف طبي
دوادار: بيت العلاج
شفاخانة -اجزخانة

* كلمات تركية تبدأ ، أو تنتهي ب (باش)، مثل:
باشكاتب – باشمهندس – حكيمباشي – يوزباشي – بكباشي – امباشي …

* مصطلحات البيت و الأكل والمطبخ هي اللي ظلت و لازلنا نكرر فيها في حياتنا اليومية من غير ما نعرف إنه أصلها برضو تركي، مثل:

المطبخ الممتلئ بالطعام: تكل: tokùl
سياج او سور: درابزين: tırabzan
غرفة: اوضة: oda
غرفة الضيوف: ديوان: divan
ممر ضيّق: زقاق: sokak
مخبز: فُرن: fırın
موقد الخبز: طابونة: tabun
مقلاة: طنجرة: tencere
صاج: saj
متجر: دُكان: dükkan
قبو او سرداب: بدروم : bodrum
محفظة: جزلان: Cüzdan
جسر: كوبري: kubřu
سوط: كرباج: kirbac
قصر: كُشك: kušk .
و نحن بقينا نستخدمها للدكانة الصغيرة
قطعة قماش أو غطاء الطفل: بشكير: Başkurt
قطة: كديس: kedis
سيارة: عربية: araba
قنديل الانارة: فنار : feneri
كراس: دفتر : defteri
ايسكريم: داندورمة: dondurma
أطار : لستك: lastiği
وسط الجسم: كمر : Kemer
سيدة: هانم: hanem
مسئول عن العمال: اسطى: usta
سيدي او معلّمي: افندم او افندي: efendim
حلوى الرقاق: الباسطه: قلاش: gùlash
ناضج: طازة: tazí
احسنت: عفارم عليك: Aferim
جلابية بي زراير: كرشليق: kùrşlùk

بوش:Boş كلمة تركية بتعني فارغ ..
و إستخدمها السودانيون في معنى الطبق الفارغ من المرق او فتة الفول الخالية من الفول .

* بعض الاسماء التركية، و ان قل تداولها في السودان واللي دائما بتنتهي بالتاء المفتوحة . مثل:
رأفت نشأت بهجت دولت حكمت شوكت ميرفت حكمت عزت الخ ….)

إنتهت الرسالة.🌷


معليش، ما وددت إيراد كلمة (بدروم) التركية لحساسيتها لكن أمانة النقل اقتضت ذلك.

من الكلمات التي مرت أمامي في ترجمة على الشريط لأغنية تركية ينفطر لها القلب وتغنت بها طفلة تركية لأبيها الذي التقته بعد طول فراق، كلمة (كُفتة)، وتعني اللحم المفروم وفقا لترجمة الأغنية المعنية. يعني ممكن (تعمل) غنيه تهديها لواحده مغنواتيه من غنايات الزمن الغيهب هذا تقول:
(من عينيك خُفتا يا الخليت قلبي كُفته)..
أو تستعير من القاموس التركي:
(يا ابتسامة جنابو يا جنة الإشراق.. عشانك تركت دورشستر وسكنت الإشلاق)
أو مثلا ( يا ابو بسمة ‘عميغه’ ويا أب بطنن غريقه أعمل معروف ووريني الحقيقه) وهكذا..
أيضا من الواضح أن كلمة (دار) ضمن بعض الكلمات التركية أعلاه وردت بمعنى (مكان) وهي عربية الأصل وما أجملها في أغنية محمد علي عثمان بدري المضرجة باللوعة والضاجة بالأسى (مرضان باكي فاقد) يوم نادى الدار بعدما ارتحلت عنها المعشوقة.

أنا غافل غرامك دون اعلم شَحَنِّي

دمعي إذا طِرِيتك بين الناس فضحني

أنا شاعر فؤادك في الحب امتحني

برضك جافيه نافره لي متين تَحِنِّي.

عزيزنا د. أحمد القرشي رفدني بكلمات أخرى من القاموس التركي وردت في مقال منسوب للأستاذ الأديب محمد جمال الدين وجدت أنها دخلت حتى أغانينا ككلمة (مشوار ) و (برضو) و (بابور) وتعني الباخرة، قالوا السيره بالبابور، ولعلكم استحضرتم طرائف الكحلاوي الذي سبق الجميع ك rapper حقيبه أحيانا مرددا (البابور) وانا بالنيني، وأيضا كلمة (دستور) حفلات الزار النازل في الخرطوم تلاته وفقا لإفادة العميد و سميري، المرسوم في ضميري ياخ. وكلمة (نيشان) و (دوبيت) و (تيتي) وتعني الجديد السمح والحاصل بي سببو إنتي. أيضا لا ننسى (بقّال) و (شبشب) و (كمريره) و (كوشه) و (جزمه) cizme و (سوسته) و (زلابيه) أما (البوز) فتعني مقدمة الشفتين، وهو قابل للمد في دواوين الخدمة وضمن تقاليد منسوبيها.
قرأت أن هناك ما يزيد على ٦٠٠٠ كلمة عربية دخلت القاموس التركي الذي يحتوي على أكثر من ١١١ الف كلمة من بينها (شلّابه) و(خازوق).

في قصيدته (قطتي الشامية) يقول نزار:

قيّدني .. يا ملكي الشرقي
فإني امرأة شرقية
تحلم بالخيل .. وبالفرسان
وبالكلمات الشعرية
إني مولاتك .. يا مولاي
فغص في صدري كالمدية
سافر في جسدي كالأفيون
وكالرائحة المنسية.

الله قادر.🌷

سبتمبر ٢٠٢٤